تجددت الأسبوع الماضي محاولات إسرائيلية لتأسيس متحف يضم الآثار اليهودية المزعومة في العاصمة المصرية القاهرة ، وقد عرض بعض عناصر اللوبي الصهيوني بأمريكا تمويل تأسيس المتحف اليهودي وسط رفض مصري رسمي وشعبي قاطع .
كانت من مظاهر الرفض المصري الرسمية ، ما سبق أن أعلنه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في فبراير الماضي من احتجاج على طرح رئيس المجلس الأعلى للآثار عليه فكرة المشروع
إضافة لاعتراض الأمن القومي لأن المتحف سيستدعي اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في ظل الإقبال المتوقع عليه من جانب الإسرائيليين ، إضافة لموقف وزير الثقافة الفنان فاروق حسني الرافض للتطبيع .
وكان أحد الحاخامات اليهود في الولايات المتحدة قد دعا لتجميع الآثار اليهودية المصرية في متحف يتم إنشاؤه في القاهرة القديمة ، زاعماً أن عدد الجالية اليهودية في مصر الأن يبلغ نحو 500 شخص بعد أن كان 75 ألف شخص، وقال إنه بمجرد موافقة الحكومة المصرية فستتم الدعوة لحملة تبرعات دولية لإنشاء هذا المتحف.
وعد ونفي
في بيان نشرته وكالة أنباء أمريكا بالعربية ، أعلنت اللجنة الأمريكية اليهودية - وهي من أبرز منظمات اللوبي اليهودية في أمريكا- أن وفداً تابعاً لها قد توجه أوائل الشهر الجاري للقاهرة للقاء وزير الثقافة المصري فاروق حسني، وزاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار.
وقالت اللجنة إن الوفد الأمريكي اليهودي الذي ترأسه الحاخام أندرو باكر - مدير الشئون اليهودية- إلتقى حسني وحواس، وأن المسئولين أكدا لوفد المنظمة بانه سيتم ترميم المعبد اليهودي والمدرسة الدينية اليهودية "مايمونيديس يشيفا" بالشكل اللائق خلال العام القادم.
والغريب أيضا أن المنظمة في بيانها ذكرت أن وزير الثقافة المصري فاروق حسني أبدى رغبته في إنشاء "متحف التراث اليهودي" في القاهرة يحكي قصص حياة اليهود قي مصر!غير أن الوزير عاد بدوره وأنكر تفكيره في إنشاء هذا المتحف .
ويرى البعض أن فكرة التفاوض حول إنشاء متحف يهودي في القاهرة هي محاولة لابتزار الوزير فاروق حسني بعد ترشيحه لرئاسة اليونسكو والذي يلقى معارضة إسرائيلية .
المنارة السباعية من أبرز رموز اليهود
مصري يغني للمعبد اليهودي
ولعل مشاركة مطرب الأوبرا المصري العالمي د. جابر البلتاجي بالغناء في الاحتفال الذي أقامته السفارة الإسرائيلية والطائفة اليهودية المصرية مؤخرا ، بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء المعبد اليهودي في القاهرة وبمناسبة ترميمه، قد تسبب في صدمة كبيرة في الوسط الثقافي مما يمثل مخالفة صريحة للقرار الذي تلتزم به المؤسسة الثقافية والمثقفون منذ ما يقارب عقدين من الزمان بمقاومة التطبيع فقد اتفقوا على أنه لا تطبيع ثقافيا أو فنيا مع إسرائيل مادامت تحتل القدس وبقية الأراضي الفلسطينية والعربية.
قام البلتاجي بغناء أغنية "بحب السلام" للشاعر الراحل صلاح جاهين كان قد ألفها عام 1958 وغنتها المطربة فايدة كامل، والأكثر إثارة أن البلتاجي قدم الأغنية بـ 7 لغات أجنبية منها اللغة العبرية التي يتحدثها بطلاقة شديدة في الحفل الذي حضره السفير الإسرائيلي بالقاهرة شالوم كوهين و80 شخصاً آخرين، من بينهم السفيران الأميركي والبريطاني في القاهرة.
8 سنوات من الإلحاح
ترجع بداية المطالب بإنشاء هذا المتحف لثمان سنوات حين سعى اللوبي الصهيوني في أمريكا لإقناع عدد من نواب الكونجرس لممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على مصر لإقامة متحف يهودي على أرضها، ولكن الدبلوماسية المصرية نجحت في إغلاق الملف كاملاً.
بعدها تجددت القضية قبل عامين إبان تجديد وتحديث مدينة الفسطاط بحي مصر القديمة تحت رعاية وزارتي الثقافة والسياحة، وقتها اقترح رجل أعمال يهودي مقيم بنيويورك تحمل تكاليف عملية ترميم الآثار اليهودية المزعومة الموجودة بتلك المنطقة والبالغة 50 مليون دولار.
وذلك استناداً إلي دراسة أصدرها فريق علمي بإحدي جامعات إسرائيل زعمت وجود قائمة طويلة من الآثار اليهودية بمصر. والطريف أن القائمة ضمت معظم بنايات القاهرة الإسكندرية التي يزيد عمرها عن مائة عام.
وأسفرت هذه المزاعم عن ورود طلبات رسمية من جهات ومنظمات يهودية بتشكيل لجنة دولية تشرف على ترميم الآثار اليهودية في مصر، وطلبت السماح لليهود بإقامة إحتفال سنوي بالنبي موسي بقرية بمحافظة الشرقية زعموا العثور على آثار من عصر النبي موسي عليه السلام بداخلها. تبع ذلك طلب ثالث رسمي من إسرائيل إلي الحكومة المصرية لمساعدتها لاستعادة ما يقرب من مائة مخطوط خاصة بالتوراة وسجلات المحاكم اليهودية تم الإستيلاء عليها - حسب وصف الطلب- من اليهود المصريين بطريقة غير قانونية خلال نزوح الآلاف منهم بعد نكسة 1948.
معبد بن عزرا في القاهرة بعد الترميمات أساتذة الآثار يعترضون
وقبل ثمان سنوات عام 1999 أصاب قرار حصر الآثار اليهودية علماء الآثار المصريين بالفزع، وذلك فى ضوء نجاح رئيس الجالية الاسرائيلية فى الحصول على موافقة وزارة الثقافة باقامة متحف يهودى فى منطقة البساتين، ونفي حينها الدكتور أحمد نوار رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار إنشاء متحف للاثار اليهودية فضلاً عن عدم وجود ميزانية تسمح بذلك وأن إنشاء متحف يهودي يعد نوعاً من التطبيع الثقافي المستتر وهو أمر مرفوض على المستوى الثقافي والشعبي.
ومع تجدد الطلبات اليهودية بهذا الشأن تتجدد تصريحات ورفض أساتذة الآثار في مصر حيث يري الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن الطلب كان عند حضور بعثة دولية لترميم الأديرة اليهودية وإقامة متحف، وتم الرفض لأننا لا نمتلك المقتنيات الكافية لإقامة المتحف، وكلها مسجلة بالهيئة العامة للآثار منذ فترة. مشيراً إلي أنها ليست المرة الأولي التي نتلقي فيها طلبات من هذا النوع، فقط طلب اليهود عمل نسخ من الآثار لدينا والمقتنيات اليهودية، وكنا نرفض طلباتهم في كل مرة بإقامة مثل هذه المتاحف على أرض إسلامية عربية لأن أساليبهم ملتوية ونحن نرفض ذلك مهما كانت الإغراءات.
ويضيف د. محمد الكحلاوي الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب أن فكرة إنشاء المتحف اليهودي في هذا الوقت مثلها مثل الظهور المفاجئ لمقبرة أبو حصيرة الذي لم يكن له ذكر أثناء إقامة اليهود في مصر ، وهذا يدل على أن الهدف الأساسي وراء ذلك ليس هدفاً ثقافياً أو حضارياً أو تاريخياً، فالصهاينة لديهم رغبة ملحة في التسلل داخل النسيج العمراني المصري والحصول على الشرعية والاحقية ، ويشير إلي أن المتحف عبارة عن مركز ثقافي وليس سوقاً لعرض التحف، وهم يريدون بذلك نشر الثقافة اليهودية في مصر وإقامة مركز إشعاع ثقافي لها، فالمتحف له تأثير قوي في المجتمع واهداف تعليمية.
ويؤكد على عدم وجود كم من المقتنيات التي تؤهلها لإقامة متحف، كما أن المعابد اليهودية المسجلة تاريخياً أغلبها لم يمر على إنشائه أكثر من 100 عام حتى يتم تسجيله كأثر وليس هناك مانع من ذلك فنحن لا نتخلي عن تاريخنا ولانزوره، والمقتنيات اليهودية جزء من التاريخ المصري ولذلك أيضاً لا يحق لليهود خارج مصر المطالبة بالوثائق اليهودية الموجودة في المعابد لأنها حق المصريين، ونحن لم نسرق أحد، مؤكداً أن الأثريين المصريين يرفضون تماماً فكرة التمويل الصهيوني لعمليات ترميم الآثار في مصر حتي وإن كانت مقتنيات يهودية.
قال د. أحمد الصاوي استاذ الآثار الإسلامية في تصريح له: "أن المركز الأكاديمي الإسرائيلي هو الذي يدير الآثار المزعومة حيث لا آثار يهودية في مصر، وكل ما هناك مجرد مبان أنشئت في هذا القرن. فالمركز الأكاديمي الإسرائيلي هو الذي يتدخل ويتظم مكتبة المعهد اليهودي في شارع عدلي و "القرانين" في الظاهر .. كما تتدخل إسرائيل بشكل مباشر في الترميمات الخاصة بالآثار اليهودية المزعومة وليس مجلس الآثار. ويتسائل الصاوي : من قال أن هناك آثاراً يهودية في مصر؟! إن رئيسة الجالية الإسرائيلي في عام 1999 كانت قد طالبت بعمل متحف للحضارة اليهودية في مصر .. وهم بلا حضارة.
وأضاف: "في مصر لا يوجد لدينا ما يعرف بالفن اليهودي، فالمقتنيات القليلة اليهودية تتخذ طرازاً مشابهاً للطراز الإسلامي لذا انتسبت إلي الفن الإسلامي، أما مقتنيات المعابد فأغلبها عبارة عن وثائق سرق أغلبها في نهاية القرن الـ 19 ونقلت إلي نيويورك ولندن، لذا فلا يوجد ما يمكن تسميته بمتحف يهودي يستحق إقامة متحف، واصفاً هذا الطلب أنه نوع من محاولة إكساب اليهود صفة الشعب المستقل وأصحاب الحضارة داخل مصر وهو خاص بالسياسة وليس بالفن والآثار.
مدخل معبد بوابة السماء بالقاهرة
أما د. حسني نويصر رئيس قسم العمارة بكلية الآثار فأكد أن الآثار اليهودية "المزعومة" ليست ذات قيمة تذكر ولا تعتبر آثاراً إلا ما ندر منها، وحتي ان معبد بن عذرا كان في الأصل كنيسة وقاموا بشراءة وحولوه إلي معبد.
ويبدو أن اليهود قبل أعوام دخلوا من باب أنهم يريدون إحراج الحكومة المصرية بأن مصر بها عنصرية وتساعد على هدم المباني الدينية غير الإسلامية، لذلك قررت تسجيل هذه المناطق كآثار رغم أنها تتراوح ما بين عامي 1902 و1930م أي لا ينطبق عليها قانون الآثار، ولكنه تم تسجيل المباني التسعة اليهودية في مصر وهي ليست ذات قيمة أثرية حتي يتم الحفاظ عليها ولا تباع، علماً بأن اليهود هم الذين كان يبيعون معابدهم.
ويوافقه في ذلك د. عبدالرحمن عبدالتواب أستاذ الآثار بجامعة القاهرة الذي أكد أن فكرة إنشاء متحف للآثار اليهودية غير مقبول من الناحية العلمية لندرة الآثار اليهودية كما أن هذا التوقيت يشهد التعسف الإسرائيلي والاعتداءات المستمرة لا يمكن أن يكون مناسباً لطرح تلك الفكرة.
ويشير د. عبدالتواب إلي أنه قام في عام 1970 بتكليف من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالتصدي لمحاولة "اسكاكي" زعيم الطائفة اليهودية آنذاك ببيع المعابد اليهودية المنتشرة في انحاء المحافظات تمهيداً للاستيلاء على أموالها ومن ثم اتهام الحكومة المصرية بتبديد الآثار اليهودية وادعاء التعرض للاضطهاد، وقد تمت عملية حصر وتوثيق محتويات جميع المعابد اليهودية في يوم واحد، وتمكنت اللجان المكلفة بإنجاز هذا العمل لحماية الآثار اليهودية المصرية من ناحية، وسد الطريق أمام المحاولات الخبيثة لزعيم الطائفة اليهودية، ومنذ ذلك التاريخ صارت للدولة سلطة حقيقية على تلك المعابد بما يسمح بحمايتها وعدم المساس بأمن الوطن. ولا يمكن أن ننتهج الآن سياسات لا تتفق مع معطيات الواقع وتتجاهل الأهداف الخبيثة وراء تلك المقترحات المشبوهة.
ويكشف د. مختار الكسباني أستاذ الآثار الإسلامية عن نجاح محاولات رئيسة الجالية اليهودية عام 1999 في السيطرة على مقدرات مجلس الآثار، وقال في تحقيق بجريدة "الشعب" قبل ثمان سنوات فيما يتعلق بإقامة متحف يهودي: "الأمر عبارة عن مشروع متكامل لإقامة معبد ومتحف للحضارة اليهودية في منطقة جبانة اليهود بالبساتين أو استخدام الأرض الفضاء المجاورة لمعبد ابن عذرا لإقامة هذا المتحف، والمعروف أن هذه الأرض قد اقتطع جزء منها لإقامة مكتبة موجودة الآن، ومركز للتراث اليهودي، كل ذلك تحت إشراف كارمن انشتاين صاحبة الطائفة اليهودية في مصر هذه التي بحوزتها مفاتيح كل المعابد اليهودية الحديثة التي ضُمَن للآثار على الرغم من عدم أثريتها، وأنه لا يجرؤ أحد على دخول المعابد إلا بإذن منها".
د. ياسين زيدان أستاذ الترميم بكلية الآثار يقول: لا شك أن اليهود عاشوا على أرض مصر مثل قوم سيدنا موسي عليه السلام، وخلالا بعض فترات أخري، وكلنهم عاشوا كأفراد، ولم تكن لهم دولة أو كيان قوي يستطيعون من خلالة إنشاء حضارة.
وبالنسبة للمعابد اليهودية في مصر فهي حديثة لا يتعدي عمرها مائة عام، وبعض هذه المعابد كانت كنائس في الأصل مثل معبد ابن عزرا في مصر القديمة.
وصدور القرار رقم 2311 بتاريخ 26 أغسطس 1998 من المجلس الأعلي للآثار تمهيداً لإقامة متحف للحضارة اليهودية بمصر بجوار مقابر اليهود بالبساتين فكرة عجيبة في هذا الوقت. فقد حاول اليهود الإدعاء دائماً بأنهم هم بناة الأهرامات، وعندما فشلوا في إقناع العالم بهذا الإدعاء يحاولون الآن خلق تاريخ ليس له أساس في مصر.
ومن جانبة أشار د. محمد أبو الخير عزيز أستاذ الدراسات العبرية بجامعة الأزهر بأصابع الإتهام إلي جماعة ملقبة باسم "الجمعية التاريخية للطائفة الإسرائيلية بمصر" مؤكداً ان هدفها الرئيسي حماية وحفظ الصور وشجرة الأنساب والوثائق الخاصة بتواريخ اليهود في مصر وجمعها داخل متحف أو مركز للمحفوظات اليهودية لتأريخ فترة تواجدهم في البلاد بحجة أن أعداد منكري محرقة هتلر في ازدياد مقابل تناقص اعداد الناجين منها. وهؤلاء تحديداً هم شهود على الكوارث التاريخية الفارقة في حياة اليهود، وبالتالي فإن إنشاء متحف يسجل مراحل حياتهم وقصص معاناتهم في البلدان العربية وخاصة مصر أمراً حيوياً حسب اعتقاد أعضاء هذه الجمعية.
محكمة حاخامات الأسكندرية
من العجيب أن يقترح عبدالله العطار المستشار الأثري بالمجلس الأعلي للآثار فكرة بديلة عن المتحف بإنشاء قاعة متخصصة في إحدي المتاحف المصرية للآثار اليهودية!.
متحف رغم أنف الجميع
وعلى الرغم من رفض المجلس الأعلي للآثار افتتحت الجالية اليهودية بالقاهرة أول متحف خاص بوثائق اليهود الذين سبق لهم العيش في مصر، وذلك رغم رفض المجلس الأعلي للآثار الطلب الذي سبق للجالية تقديمة لنفس الغرض. وأطلقت الجالية على المتحف اسم "المعرض الدائم لوثائق الجنيزة " للتهرب من ضرورة موافقة المجلس الأعلي على الإفتتاح.
وقد ساعد في إنشاء هذا المتحف أو المعرض على حد زعمهم مركز دراسات الجنيزة بجامعة كامبردج الذي تأسس عام 1897م، ويضم 14 ألف وثيقة. كما ساهم في تمويل هذا المتحف الكونجرس اليهودي العالمي والذي مقره كندا، واللجنة اليهودية الأمريكية، وجمعية النبي دانيال التي أسست عام 2003 على يد عدد من اليهود الذين سبق لهم العيش في الإسكندرية.
وكما ذكرت جريدة "الأسبوع" المصرية أنه تجري حالياً إعداد موقع إليكتروني للمتحف يضم الوثائق والمخطوطات الموجودة بالمتحف إضافة إلي الدراسات التي أجريت عليها ومنها كتاب: "أرشيف اليهود في القاهرة القديمة" للباحث ستيفن رائيف الذي يمتلئ بالإدعاءات الزائفة التي تنسب لليهود الذين سبق لهم العيش في مصر كل الإنجازات الثقافية والاقتصادية التي حدثت منذ العصر الفاطمي وحتي الآن. وسيطلق على الموقع اسم "موصيري" تكريماً لعائلة موصيري التي تعد أغني العائلات اليهودية التي عاشت في مصر .
جدير بالذكر حسبما ذكرت أن وثائق "الجنيزة" هي وثائق خاصة بالتاريخ المصري بسبب أهميتها لمؤرخي العصر الفاطمي لاحتوائها على معلومات تتعلق بالبيع والشراء والتجارة والحياة الاجتماعية لعامة الشعب المصري بعيداً عن التأريخ لحياة السلاطين والولاة